تجوالشخصيات تاريخية

أحمد بن فضلان

سفير الخلافة العباسية إلى بلاد الفولغا

الاسم الكامل: أحمد بن فضلان بن العباس بن راشد بن حماد.
الخلفية: ثمة خلاف بين المؤرخين حول أصله (عربي/فارسي/يوناني)، لكن الأرجح أنه عربي من بغداد، استنادًا إلى وثائق البلاط العباسي التي ذكرته كـ”كاتب الخليفة”.

خلفية السفارة وأهدافها

جاءت المبادرة من ملك البلغار الفولغا (في تتارستان حاليًا) ألموش بن شيلكي، الذي أرسل عام 920م مبعوثًا إلى الخليفة المقتدر بالله يطلب:

  1. بناء قلعة تحميه من الخزر (الذين اعتنقوا اليهودية وهاجموا بلغاريا).
  2. إرسال فقهاء لتعليم الإسلام.
  3. دعم مالي لبناء مسجد.

مسار الرحلة (921-922م): تحديات وجغرافيا

انطلق الوفد من بغداد إلى بخارى، ثم شمالًا عبر:

  • خوارزم (أوزبكستان حاليًا): حيث وصف البشكير (قبائل تتارية) بقوله: “يغتسلون مرة في العمر عند الولادة!”.
  • نهر الفولغا (تتارستان): وصلوا مايو 922م إلى عاصمة البلغار (قرب مدينة بولغار الأثرية اليوم).

أبرز التحديات:

  • تمرد أحمد بن علي في الري (إيران) عطل مسارهم ٣ أشهر.
  • رفض أمير بخارى تمويلهم، مما أدى إلى فرار أغلب الوفد.

النتائج: نجاح ديني وفشل عسكري

  1. الاعتراف الإسلامي: أقيم أول صلاة جمعة في ٧ مايو ٩٢٢م (توافق ١٢ ذو القعدة ٣٠٩هـ)، وأصبحت بلغاريا أول دولة إسلامية في أوروبا الشرقية.
  2. الفشل العسكري: الخلافة لم ترسل قواتًا ضد الخزر، لكن البلغار بنوا قلعة “سوبك” (آثارها باقية في تتارستان).
  3. أثر دائم: اعتنقت قبائل التتار والباشكير الإسلام لاحقًا بفضل هذه السفارة.

القيمة التاريخية لمذكراته

وصف ابن فضلان في “رسالته” (أقدم نسخة باقية في مكتبة مشهد الإيرانية):

  • الروس“طوال كالسواري، يغطون أجسادهم بالوشم، ويحرقون موتاهم في السفن!”.
  • البلغار“يبنون بيوت الخشب، ويعبدون الإله تانغري قبل الإسلام”.
  • المشاهد الأثيرة: مراسم دفع زعيم روسي في سفينة مع جاريته (ذبحها بعد جماع!).

مصير ابن فضلان وإرثه في تتارستان

  • تهميشه في بغداد بعد عودته، ومات مجهول المصير.
  • إرثه اليوم:
    • متحف بولغار (تتارستان): خريطة تفاعلية لرحلته، ونموذج لمسجد ٩٢٢م.
    • فيلم “المبعوث” (٢٠١٢) إنتاج روسي-تتاري يجسد رحلته.
    • شارع “ابن فضلان” في قازان، ونصب تذكاري له.
مصدر
موقع متحف بولغار الرسميرسالة ابن فضلان" (تحقيق: د. سامي الدهان - دار المعارف)أبحاث معهد تاريخ تتارستان (قازان، ٢٠٢٠).

شاركنا رأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button